الجيش ينشر خريطة سيطرته والدعــــ.ــم يتجه إلى كردفان ودارفور استعداداً لمواجهات قادمة

نشر الجيش السوداني خريطة جديدة توضح الأراضي التي يسيطر عليها، والتي تشمل كامل ولاية الخرطوم ومدنها الثلاث: الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان. وقد أعلن الجيش، في يوم الثلاثاء الماضي، عن خلو هذه المناطق من “قوات الدعم السريع” بعد استعادة السيطرة على منطقة الصالحة، التي تُعتبر المعقل الأخير لهذه القوات في العاصمة. هذه الخطوة تعكس تقدم الجيش في الصراع المستمر، حيث يسعى إلى تأكيد سلطته في المناطق الحيوية.

تشير الخريطة الحديثة إلى انخفاض كبير في وجود قوات الدعم السريع، حيث تقتصر الآن على أربع ولايات في دارفور، بالإضافة إلى أجزاء واسعة من غرب البلاد وولاية غرب كردفان. هذا التراجع يأتي بعد أن كانت هذه القوات تسيطر بشكل شبه كامل على العاصمة الخرطوم منذ بداية النزاع. ومع ذلك، تثير الخريطة بعض التساؤلات حول دقتها، خاصة فيما يتعلق بوجود قوات الدعم السريع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث لا تزال هذه القوات تؤكد وجودها هناك، إلى جانب قوات “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة عبد العزيز آدم الحلو.

خاض الجيش السوداني معارك عنيفة استمرت لعدة أشهر، وتمكن من استعادة السيطرة على ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار في جنوب وسط البلاد، قبل أن ينقل القتال إلى الخرطوم. وفي منشور على صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، أعلن الجيش أن قواته والتحالفات التي معه تواصل عمليات تطهير البلاد، بهدف إنهاء التمرد وتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق التي تم استعادتها. هذه الجهود تعكس التزام الجيش بتحقيق السيطرة الكاملة على الأراضي السودانية واستعادة النظام.

قال سليمان صندل، قائد “حركة العدل والمساواة”، وهي فصيل عسكري ينتمي إلى “تحالف السودان التأسيسي”، إن “انسحاب بعض عناصر (قوات التأسيس) من منطقة صالحة غرب أم درمان لا يُحدث تغييراً كبيراً في سير الحرب التاريخية… إن تبادل المواقع بين القوات المتصارعة هو أمر طبيعي”.

قدرت بعض الأوساط المطلعة على الأحداث أن “قوات الدعم” انتقلت من الصالحية إلى كردفان ودارفور للانضمام إلى التحضيرات للعمليات الحربية بين الطرفين، حيث يتوقع أن تشهد الفترة القادمة معارك حاسمة ستحدد مسار الحرب.

مع دخول الحرب عامها الثالث، يبدو جلياً أن جيش الدولة حقق تقدماً ملحوظاً من خلال استعادة السيطرة على معظم المناطق التي كانت قد انسحبت منها لصالح “قوات الدعم السريع”.